التخطي إلى المحتوى

سيطر القلق على عشاق برشلونة، في فترة التوقف الدولي، مع إصابة أحد أبرز لاعبي الفريق، لامين يامال، في لقاء الدنمارك بدوري الأمم الأوروبية.

وعانى يامال، البالغ من العمر 17 عامًا، من شد في عضلة الفخذ الخلفية اليسرى، وهي الإصابة التي تأتي في فترة مهمة للبارسا، الذي يستعد لخوض مواجهات كبرى أمام بايرن ميونخ بدوري الأبطال، وريال مدريد في الليجا.

وعلى الرغم من عدم تحديد بيان برشلونة، مدة غياب يامال، إلا أنه من المنتظر أن يكون حاضرًا في الكلاسيكو بملعب البرنابيو، السبت 26 أكتوبر/تشرين أول الجاري. 

يعترف الخصم قبل المشجع، بمدى جودة يامال، وحجم الخطورة التي يمكن أن يشكلها، وجاء ذلك على لسان أنطونيو روديجر مدافع ريال مدريد.

وقال روديجر عن يامال “جودة اللاعب مذهلة، فيجب الإشادة به، فهو يلعب لبرشلونة بعمر 17 عامًا، ويكفي النظر إلى ما قدمه في اليورو”.

وتابع “أتمنى أن يظل لامين يامال في صحة جيدة، لأنه على موعد مع مستقبل رائع، وما يقدمه حتى الآن أمر مخيف، كي أكون منصفًا”.

أما أسطورة ريال مدريد، كريستيانو رونالدو قائد النصر السعودي، قال عن يامال “أرى إمكانيات هائلة وموهبة كبيرة، وهو بحاجة إلى الحظ كونه لا يزال صغيرًا، وأتمنى ألا يعاني من المشاكل”.

وأضاف “يامال يجد المنافسة التي تساعده كثيرًا، فمنتخب إسبانيا جيد للغاية، وهو يملك الإمكانيات، سنرى ما سيحدث، ولكن أرى بأنه سيكون من أفضل اللاعبين في الجيل الجديد”.

موهبة بارزة

لم يكن لامين يامال، بحاجة إلى الكثير من الوقت، لإظهار موهبته، فبعمر صغير للغاية، بدأ في نثر سحره داخل الملاعب مع تحطيم الأرقام القياسية.

فهو أصغر من مثل برشلونة في الليجا طوال تاريخ العملاق الكتالوني، كما أنه أصغر لاعب يهز الشباك في الليجا وكأس ملك إسبانيا والسوبر الإسباني، كما أنه أصغر من مثل منتخب إسبانيا. 

“عندما تتعلم لعب كرة القدم في الشارع، فهذا يمنحك المزيد من الخيارات، ويجعلك أفضل من زملائك في الأكاديمية”.. هكذا كانت كلمات يامال عن بداية لعب الكرة.

وتبقى مهمة يامال مع برشلونة، هي استقبال الكرة على الطرف بعد فترة من الاستحواذ، ومن ثم القيام بشيء مذهل لا يمكن تعليمه في المدرسة، من خلال اختراق الدفاعات المحصنة، فهو يملك كل الحرية للقيام بأي شيء يخطر بباله.

كما تبقى مهمة التغلب على العديد من المدافعين، من وضعية السكون، من أصعب المهارات في كرة القدم، حتى الأجنحة التي تنجح في التغلب على المنافسين على الخط أو في الدخول للعمق في المرتدات، يجدون صعوبة للقيام بالأمر ذاته في المباريات المغلقة.

ولكن هناك لاعبون يملكون المهارات الخاصة التي تصعب من مهام المدافعين في إيقافهم، ومن بينهم يامال، وعلى الرغم من صعوبة التنبؤ بما سيقوم به، إلا أن أسلوب لعبه لا يتسم بالعشوائية، ولكنه يخترق الدفاعات بطريقة ممنهجة، تشبه إلى حد ما كان يقوم به ميسي. 

مواصلة تألق

بعد تألق يامال في قيادة إسبانيا للتتويج بلقب اليورو الصيف الماضي، وحصده جائزة أفضل لاعب في البطولة، واصل عروضة القوية مع برشلونة هذا الموسم، ففي الدوري الإسباني شارك في 9 لقاءات، نجح في تسجيل 4 أهداف وصناعة 5 آخرين.

وبلغ معدل تمريرات يامال المفتاحية في الليجا هذا الموسم، تمريرتين في المباراة الواحدة، كما بلغ معدل مراوغاته، 3 مرات في اللقاء الواحد، ويتعرض لمعدل 2.6 مخالفة لكل مباراة. 

علاقة خاصة وعقدة 

هناك روابط خاصة تجمع يامال بريال مدريد وسانتياجو برنابيو، ففي معقل الملكي، حظي المهاجم الشاب بوقوف الجماهير وتصفيقهم له في مواجهة ودية أمام البرازيل في مارس/آذار الماضي. 

كما سبق وأن كان أحد صبية الملاعب في كلاسيكو 2016 بالكامب نو، ودخل أرض الملعب، ممسكًا بيد بسيرجيو راموس، في لقاء فاز به الريال (2-1).

وأصبح يامال، العام الماضي، أصغر لاعب يشارك في تاريخ الكلاسيكو، ولكن على الرغم من موهبته وأرقامه المميزة، إلا أنه يعاني كثيرًا أمام ريال مدريد.

وخاض لامين يامال 3 مباريات أمام ريال مدريد خسرهم جميعًا، ولم ينجح في تسجيل أهداف أو تقديم تمريرات حاسمة أمام الميرنجي.

وربما تأتي تلك الأرقام الضعيفة بسبب فيرلاند ميندي، الذي يرى يامال، بأنه أصعب مدافع تقابل ضده حتى الآن، حيث قال في تصريحات سابقة “في نهائي السوبر الإسباني، كان فيرلاند ميندي، الاختبار الأصعب بالنسبة لي”.

ولكن بعد التوهج في اليورو والتألق مع بداية الموسم الحالي، يبقى يامال، الخطر الأكبر على دفاع ريال مدريد في الكلاسيكو المقبل.

ويملك يامال، فرصة كبيرة لإنهاء عقدته أمام الميرنجي، خاصة أنه في الليجا هذا الموسم، غابت مساهماته التهديفية في مباراتين فقط أمام ألافيس وخيتافي.