التخطي إلى المحتوى

أعلن البيت الأبيض الأمريكي أن الولايات المتحدة وحلف “الناتو” لا يهددان روسيا. 

جاء ذلك في تصريح للمتحدث باسم البيت الأبيض والذي قال: إن الولايات المتحدة الأمريكية وحلف “الناتو” لا يهددان روسيا. وتزامن هذا التصريح مع قرار موسكو وضع قوات الردع الاستراتيجي الروسية في حالة تأهب خاصة ردا على “عدوانية الغرب”.

وفي سياق متصل قالت مصادر

ما أشبه الليلة بالبارحة، مع الفارق… فقد شهد سكان العاصمة الأوكرانية كييف القذائف تنهمر كالمطر على المدينة خلال الأيام الماضية، تماما كما حدث في عام 1941، في بداية حرب وحشية تجرعت فيها أوكرانيا معاناة لا يمكن تصورها.

وتقول الكاتبة والمحللة الأمريكية كلارا فيريرا ماركيز في تحليل نشرته وكالة بلومبرج للأنباء، إنه مع انتشار صور العائلات الأوكرانية وهي تحتشد في الطوابق السفلية ومحطات مترو الأنفاق بالمدينة طلبا للسلامة بينما تضىء الهجمات الصاروخية السماء، من الصعب عدم إجراء هذه المقارنة. فقط ، هناك استثناء وهو أن التهديد هذه المرة قادم من الشرق.

القوة الصاروخية الروسيه

وتضيف أن المقارنة منقوصة، لكنها واضحة لكثير من الأوكرانيين، وتتناقض تماما مع مزاعم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأنه “يحرر أوكرانيا من النازية”. ففي إشارة لما حدث في عام 1941، عندما كانت كييف الهدف الأول للنازيين ، قال بوتين مؤخرا ” لن نسمح بارتكاب هذا الخطأ مرة ثانية.

وجه المقارنة

وهي مقارنة ترى ماركيز أنه ليس من الحكمة أن يتجاهلها الكرملين، حتى وهو في حالته الوهمية؛ وهي أن حملات الحرب الخاطفة دائما ما تكون جذابة في أعين مخططيها، لكن نادرا ما تكون بغير ألم أو قصيرة الأمد – حتى بالنسبة للدول القوية التي تتمتع بتفوق عسكري واضح، فالقوات الروسية قد تجتاح العاصمة الأوكرانية تماما ، لكن الحفاظ على تلك السيطرة في وجه قوة دفاعية متحمسة وشعب يكن لها العداء، ناهيك عن تحقيق هدف بوتين الأطول مدى المتمثل في تغيير النظام والأمن، يعد أمرا مختلفا تماما.

امكانية تغيير النظام

وتقول ماركيز أنه من الملاحظ أن هناك صمودا أوكرانيا في مواجهة روسيا، وأنباء عن استعادة السيطرة على أحد المطارات بعد مهاجمة قوات روسية محمولة جوا له. وهناك مسالة أعداد القوات . إذ أن نظرية القتال تقضي بأن القوات المهاجمة تحتاج على الأقل أن تكون النسبة ثلاثة إلى واحد لاجتياح القوات المدافعة في المقام الأول، وأن هذا أمر مؤكد حتى في حروب هذه الأيام؛ في ظل التكنولوجيات الحديثة والأنظمة الذاتية الحركة، كما قال لماركيز ميك رايان ،

الدفاع من قبل القوات الاوكرانية

وهو مخطط استراتيجي وميجور جنرال متقاعد في الجيش الأسترالي. فالقوات الروسية التي يبلغ قوامها نحو 190 ألف في منطقة الحدود وحولها ، تواجه قوة قوامها 205 ألاف جندي أوكراني. ويوضح رايان أن القتال على الأرض غير مضمون ولا يمكن التكهن به دائما، وربما لم تحسن موسكو تقدير الصعوبات التي تنتظرها.

تقدير الصعوبات المحتملة

وتقول ماركيز إن روسيا، بطبيعة الحال، تمتلك المزيد من الموارد التي يمكنها نشرها. وحذر مسؤولو المخابرات في الغرب من أن موسكو تعتزم السيطرة على كييف بــ” قوة ساحقة”. وكما تردد في وسائل الإعلام الأوكرانية، سيكون من الصعب التصدي لخطة السيطرة على كييف والاستيلاء على الحكم إذا كانت الأعداد كبيرة للغاية، وفي ظل هجوم سيبراني وقوات محمولة جوا ومخربين بشاركون في أعمال حرق وسلب ونهب، تؤدي إلى عملية خروج في ذعر. ولكن في أفضل الأحوال ذلك سيكون فوز في معركة ، وليس انتصارا شاملا،

امكانية الانتصار الروسي

ناهيك عن نجاج طويل الأمد وفق شروط بوتين، التي تشمل تأمين ولاء أوكرانيا لروسيا.
وتؤكد ماركيز أن الجيش الروسي أصبح أفضل تدريبا وتجهيزا عما شهدته في جروزني منذ عشرين عاما. فقد أنفقت روسيا أموالا طائلة لتأهيل قواتها المسلحة لهذه اللحظة تحديدا. والقادة والجنود على أهبة الاستعداد. لكن الروس يهاجمون دولة جارة، وهناك روابط عائلية تربط الكثير منهم بها .

القوات الروسية على استعداد تام

وهم ليسوا كالأوكرانيين يدافعون عن حياتهم، أومساكنهم، أوعائلاتهم أو قيمهم السامية مثل الديمقراطية والحرية. ولكن هناك الأمر الأكثر أهمية، وهو ما إذا كان هذا الانتصار كما يراه بوتين – وهو ضمان تنصيب حكومة صديقة، ووقف اتجاه أوكرانيا نحو الغرب- يمكن تحقيقه فعلا في ظل الاستراتيجية الحالية.

تحقيق امن واستقرار الدول الاوربية

وترى ماركيز أن هذا يبدو أمرا مشكوكا فيه، ويبدو أن الكرملين يحقق العكس، فهو يقول إنه يريد تحرير أوكرانيا، وليس احتلالها. وهو يريد الإطاحة برئيس أوكرانيا وتنصيب شخص صديق بدلا منه. ولكن أوكرانيا، رغم كل متاعبها، دولة ديمقراطية، وليست سلطوية.

ولا يمكن ببساطة تغيير قيادتها من خلال الإطاحة بالرئيس الحالي فولوديمير زيلينسكي. ورغم أن علاقات الأوكرانيين اتسمت بالود تجاه موسكو على نطاق واسع للغاية في وقت من الأوقات ، تشير استطلاعات الرأي إلى أن هذا لم يعد الحال الآن.