التخطي إلى المحتوى

في أول تحرك من حكومة هادي بشأن أخطر قرار يهدد المقيمين اليمنيين في السعودية، أجرى الرئيس عبد ربه منصور هادي اتصالات مع القيادة السعودية -يرجح أنه ولي العهد الأمير محمد بن سلمان- من أجل إلغاء القرار المتعلق بترحيل اليمنيين من الجنوب السعودي.

وبحث الرئيس هادي في اتصالاته مع القيادة السعودية “معالجة التحديات” التي تواجه العمالة اليمنية في المملكة، بحسب ما أعلنت عنه وكالة الأنباء اليمنية “سبأ” التي تبثُ من الرياض.

معالجة اوضاع الوافدين والمقيمين

وفي سياق متصل، عقدت حكومة هادي اجتماعا عبر الاتصال المرئي برئاسة معين عبد الملك، استعرض فيه تطورات الأوضاع على الساحة الوطنية في الجوانب السياسية والاقتصادية والعسكرية والأمنية والخدمية، على ضوء المستجدات الأخيرة، إضافة الى أوضاع المغتربين اليمنيين.

تجديد الاقامات للوافدين

واستمع مجلس الوزراء من وزير الخارجية وشؤون المغتربين، أحمد بن مبارك، إلى “إحاطة عن أوضاع المغتربين اليمنيين والجهود المبذولة للارتقاء بوضعهم ومعالجة التحديات التي تواجههم بالتنسيق مع الأشقاء في المملكة العربية السعودية، معربا عن ثقته في تجاوب الأشقاء بالمملكة مع هذه الجهود انطلاقا من العلاقات التاريخية ووشائج القربى والأخوة المشتركة بين البلدين والشعبين الشقيقين والمصير المشترك الذي يجمعهما”.

وناقش المجلس “بحرص بالغ تلك التحديات وتداعياتها المحتملة على كافة الأصعدة لما لهذه الشريحة المهمة (في إشارة إلى المغتربين) من دور حيوي في خدمة الاقتصاد الوطني”.

حقيقة ترحيل المقيمين اليمنيين من السعودية

ويأتي هذا التحرك بعد أيام من إبلاغ السلطات السعودية مئات المقيمين اليمنيين في المنطقة الجنوبية بالمملكة بأنه تقرر الاستغناء عنهم.

ويعمل مليونان من اليمنيين بالسعودية، بينهم مئات الأكاديميين وفي مجال الصحة مهددون بفقدان وظائفهم بعد قرارات مكتوبة غير معلنة أصدرتها السلطات السعودية بحق المقيمين اليمنيين في المنطقة الجنوبية بالمملكة.

المجالات التي من الممكن الاستغناء عنها

وسبق أن ذكرت وكالة “رويترز”، في تقرير أطلع عليه “الميدان اليمني”، نقلا عن يمنيين في السعودية، بأن السلطات السعودية أبلغت خلال الأسابيع القليلة الماضية، مئات من العاملين اليمنيين في المنطقة الجنوبية بالمملكة بأنه تقرر الاستغناء عنهم.

وقال عدد من الأساتذة اليمنيين الذين تحدثوا مع زملائهم في جامعات الجنوب لرويترز إن جامعة نجران أنهت عقود 100 يمني. وقال البعض إنه تمّ تسريح نحو 200 من العاملين في جامعات أخرى في الجنوب.

وأشارت وثيقة أصدرتها جامعة نجران بتاريخ الثامن من أغسطس/ آب، إلى “مقتضيات المصلحة العامة” في إخطار بإنهاء عقود العمل. ولا يُعرف على وجه التحديد عدد الموقوفين.

اسباب طرد اليمنيين من السعودية

اخبار التغيير برس
ونقلت “رويترز” عن مسؤولين في مؤسسات سعودية تضم عمالًا يمنيين، أنهم تلقوا تعليمات حكومية بعدم تجديد عقود العمال اليمنيين دون إبداء أي أسباب.

وقال مسؤولون في هذه المؤسسات إنهم لم يتلقوا أي مبرر للأوامر الحكومية بعدم تجديد عقود اليمنيين.

ولم يصدر أي بيان رسمي من السلطات السعودية واليمنية على طلبات رويترز للتعليق حول الموضوع. وذكرت مصادر يمنية أنها لا تعرف سبب حدوث ذلك وأنها غير مستعدة لتقديم أي فرضيات.

في المقابل أفادت وسائل إعلام يمنية بأن القرار السعودي لم يخرج عن إطار “تسريبات” غير مُعلن عنها بترحيل العمالة اليمنية من مناطق جنوب المملكة في مدى أقصاه أربعة أشهر.

عدد اليمنيين في السعودية

وتشير إحصائيات إلى أن عدد اليمنيين في السعودية يقدر بنحو مليوني يمني يعملون في المملكة، يشكلون عصب الاقتصاد اليمني خلال فترة الحرب، حيث انقطعت كافة الموارد المادية لليمن والمعيشية لليمنيين عدا عائدات التحويلات المالية للمغتربين اليمنيين في الخارج وفي مقدمتها السعودية، حيث يعيل كل مغترب في الخارج نحو خمس أسر في الداخل.

ويحول معظمهم أموالا إلى ذويهم في اليمن حيث الأوضاع قاتمة بسبب الحرب. وتشير تقديرات البنك الدولي إلى أن واحدا من كل عشرة أشخاص في اليمن يعتمد على تحويل الأموال لتلبية الاحتياجات الأساسية.

تلبية رغبات المقيمين

وتعتبر التحويلات أيضا مصدرا مهما للعملة الأجنبية لليمن الذي تواجه حكومته صعوبات لدفع رواتب العاملين في القطاع العام.

وتستقبل المملكة العربية السعودية بشكل سنوي عدد كبير من العمالة اليمنية، حيث تعد السعودية أحد أكثر البلدان التي يفضل اليمنيين العمل والاستقرار فيها لإعالة أسرهم في اليمن.

وأشار العديد من المحللين الاقتصاديين إلى أن هذا القرار السعودي بطرد اليمنيين من أراضي المملكة سيسهم بكارثة اقتصادية كبيرة على الوضع المعيشي لليمنيين، وهو ما تسبب في موجة غضب عارمة في أوساط الشارع اليمني ضد السعودية،