تظاهر المئات من أبناء مدينة تعز جنوب غربي اليمن، اليوم السبت 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، احتجاجا على تدهور الأوضاع الاقتصادية والمعيشية، والارتفاع المخيف لأسعار المواد الغذائية، في ظل تراجع قياسي للعملة المحلية أمام الدولار.
وشهدت مدينة تعز ومديريتي جبل حبشي، ومشرعة وحدنان بالمحافظة، مظاهرات شعبية حاشدة، اليوم السبت، احتجاجا على الانهيار المستمر للريال والارتفاع الجنوني للأسعار وتدهور الأوضاع المعيشية في ظل صمت الحكومة الشرعية.
انهيار مستمر للعملة اليمنية امام العملات الاجنبية
ورفع المتظاهرون الذين خرجوا في شارع جمال وسط المدينة ومديريتي جبل حبشي، ومشرعة وحدنان بالمحافظة، لافتات نددت بالانهيار المستمر للريال اليمني والارتفاع الجنوني والمخيف لأسعار المواد الغذائية.
كما رفع المحتجون على اكتفاهم كيس من القمح في عملية تشيع وُصفت من قبل مراقبون بالكارثية، ولافتات مدون عليها “الحكومة والتحالف والبرلمان مسؤولون عن تجويع الشعب”، و”نار الأسعار تحرق كل بيت.
احتجاج واسع في شوارع مدينة تعز
وعبر المحتجون عن غضبهم على حكومة معين عبدالملك بعد أن وصل قيمة كيس الطحين الى ما يقارب 50 الف ريال.
وأكد المتظاهرون الذين خرجوا في مدينة تعز ومراكز المديريات الريفية أنهم لن يقبلوا بغير استقالة جميع أعضاء الحكومة وعلى رأسهم معين عبدالملك.
مشيرين في الوقت نفسه إلى أن الحكومة تكشفت سوءتها أمام المواطن اليمني بعد انهيار الريال اليمني وتدهور العملة وارتفاع أسعار المواد الغذائية.
تدهور الوضع الصحي والمعيشي للمواطنين
وحذر المتظاهرون الحكومة اليمنية من استمرارها بالسماح للتحالف بتصدير النفط والثروات اليمنية واستمرار اغلاق التحالف للموانئ والمطارات.
وفي سايق اخر متصل
وواصلت العملة اليمنية انهيارها المتسارع في المناطق الواقعة تحت سلطة الحكومة الشرعية، لتصل إلى أدنى مستوى أمام الدولار حيث بلغ سعر الدولار الواحد اليوم السبت 1590 ريالاً، في أسوأ انهيار لقيمته مند بدء الحرب في البلاد قبل سبع سنوات.
وتسبب الانهيار المتواصل للريال اليمني، إلى ارتفاع المواد الغذائية والاستهلاكية، مما ضاعف من معاناة المواطنين الذين يعيشون ظروفاً صعبة بسبب الحرب التي أدى إلى خلق أسوأ أزمة إنسانية في العالم.
ومطلع نوفمبر الجاري، حذرت الأمم المتحدة من انهيار غير مسبوق لقيمة الريال اليمني، مما يزيد من تفاقم الأوضاع الاقتصادية والمعيشية والإنسانية.
قائمة باسعار الصرف في هذا المدن
وقال مكتب ممثل منسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في اليمن في تغريدة على “تويتر” رصدها “الميدان اليمني”: “تدهورت قيمة الريال اليمني لتصل إلى مستوى غير مسبوق على الإطلاق في الأجزاء الجنوبية من البلاد”؛ مؤكدا على أن “هناك حاجة ماسة لدعم الاقتصاد اليمني للحفاظ على استقرار العملة ولمنع مزيد من التدهور في الوضع الإنساني
وأدى التراجع في سعر العملة المحلية، إلى احتجاجات في عدة مدن يمنية، ومطالب شعبية متكررة بضرورة علاج أزمة الريال اليمني واقالة أعضاء الحكومة الشرعية على رأسهم معين عبدالملك، وسط تحذيرات من اتساع رقعة الجوع والفقر.
تزايد مستمر في نسبة البطالة
وهذه ليست المظاهرات الأولى التي تشهدها مدينة تعز، جنوب غربي اليمن، حيث شهدت المدينة أواخر سبتمبر/أيلول 2021، احتجاجات غاضبة وعصياناً مدنياً تنديداً بانهيار قيمة العملة المحلية، والفساد، وارتفاع الأسعار.
وأغلق المئات من المحتجين الغاضبين معظم شوارع المدينة بالإطارات المشتعلة، ما أدى إلى توقف حركة السير في موجة غضب غير مسبوقة تشهدها المدينة.
توقف تام لحركة السير في الشوارع العامة
وسبقها بأيام احتجاجات غاضبة في محافظات عدن ولحج وشبوة وحضرموت وتعز تخللها إحراق إطارات سيارات وإغلاق شوارع وطرق رئيسية، تنديدا بتردي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية وتدهور الخدمات والارتفاع الكبير في أسعار المواد الغذائية جراء التدهور غير المسبوق في تاريخ الريال اليمني.
وقبل الحرب التي بدأت عام 2015 في اليمن كان الدولار الواحد يباع بـ215 ريالا، فيما نزلت، مع هبوط الريال، قيمة مرتبات كثير من الفئات إلى ما يعادل أقل من 100 دولار.
ومنذ نحو 7 سنوات، يشهد اليمن حربا عنيفة أودت بحياة 233 ألفا، وبات 80 بالمئة من السكان البالغ عددهم نحو 30 مليون نسمة يعتمدون على المساعدات للبقاء أحياء.