البابا ليو بابا الفاتيكان يصافح الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في كاستل جاندولفو بإيطاليا يوم الثلاثاء. صورة لإعلام الفاتيكان حصلت عليها رويترز من طرف ثالث.
كاستل جاندولفو(إيطاليا) 9 ديسمبر كانون الأول (رويترز) – حث البابا ليو أوروبا على أن تلعب دورا محوريا في الجهود الرامية لإنهاء الحرب في أوكرانيا، محذرا من أن أي خطة سلام تهمش القارة “غير واقعية”.
وفي حديثه للصحفيين اليوم الثلاثاء بعد ساعات من لقائه بالرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، قال البابا إن وحدة أوروبا “مهمة، لا سيما في هذه الحالة”، ودعا القادة إلى اغتنام ما وصفه بفرصة عظيمة للعمل معا من أجل سلام عادل.
تقدم لكم وكالة رويترز عبر نشرتها البريدية اليومية تغطية إخبارية موثوقة وشاملة لأهم المستجدات السياسية والاقتصادية في المنطقة العربية والعالم. تسجيل الاشتراك هنا.
وأضاف أنه ما دامت “رحى الحرب تدور في أوروبا”، فلا بد أن تشمل الضمانات الأمنية القارة. وعبر عن أسفه لأن “الجميع لا يدرك هذا”، لكنه أصر على أن تكون الدول الأوروبية جزءا من أي مفاوضات لإنهاء الصراع المستمر منذ ما يقرب من أربع سنوات.
وبدت تعليقاته توبيخا للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي سعت إدارته إلى إطار عمل للسلام مع موسكو استبعد في بادئ الأمر أي مساهمة أوروبية.
وعندما سئل البابا ليو عن خطة ترامب، قال “أفضل عدم التعليق على ذلك. لم أقرأها كاملة. للأسف، بعض الأجزاء التي رأيتها تحدث تغييرا جذريا في ما كان مستقرا لسنوات عديدة، وهو تحالف حقيقي بين أوروبا والولايات المتحدة”.
وقال البابا إن تصريحات مناهضة لأوروبا صدرت في الآونة الأخيرة تهدد بإضعاف روابط لا تزال بالغة الأهمية. وأضاف “أعتقد أنهم يحاولون تفكيك ما أعتقد أنه تحالف بالغ الأهمية اليوم وفي المستقبل.
وعندما سئل عن زيارة محتملة إلى كييف، قال البابا ليو “آمل ذلك. لا أعرف متى – علينا أن نكون واقعيين بشأن هذه الأمور. ربما يحدث ذلك”.
وزعزعت تصريحات مسؤولين أمريكيين ما استقر من حديث بعد الحرب العالمية الثانية عن تحالف أوروبا مع واشنطن. وذكرت وثيقة جديدة لاستراتيجية الأمن القومي الأمريكية أن على أوروبا تغيير مسارها وإلا ستواجه “الزوال”.
وقال ترامب في مقابلة مع بوليتيكو، مشيرا إلى القادة السياسيين في أوروبا “إنهم ضعفاء… إنهم لا يعرفون ماذا يفعلون”.
وعكست تعليقات البابا مطالب زيلينسكي المتكررة بسلام عادل، في الوقت الذي يسعى فيه الرئيس الأوكراني إلى ضمان أن يكون أي اتفاق لإنهاء حرب روسيا في أوكرانيا متوازنا ولا ينحاز للغاية لموسكو.
* أوكرانيا تستبعد التنازل عن أراض
ووصل زيلينسكي إلى إيطاليا بعد محادثات في لندن أمس الاثنين، وشكر البابا على “صلواته المستمرة من أجل أوكرانيا وشعبها، وكذلك على دعواته من أجل سلام عادل”، ودعاه لزيارة أوكرانيا.
وكتب زيلينسكي على إكس “أطلعت البابا على الجهود الدبلوماسية المبذولة مع الولايات المتحدة لتحقيق السلام. ناقشنا المزيد من الإجراءات ووساطة الفاتيكان الهادفة إلى إعادة أطفالنا الذين خطفتهم روسيا”.
وتتهم أوكرانيا روسيا بخطف ما لا يقل عن 19 ألفا من أطفالها إلى روسيا أو الأراضي التي تحتلها موسكو دون موافقة عائلاتهم أو أولياء أمورهم بعد غزوها لأوكرانيا عام 2022.
ونفت روسيا خطف أطفال أوكرانيين، مؤكدة أنها تصرفت لحمايتهم من القتال.
واستبعد زيلينسكي التنازل عن أراض لروسيا، ويشعر هو وحلفاؤه الأوروبيون بالقلق من أن الاتفاق المدعوم من الولايات المتحدة يستجيب للعديد من مطالب موسكو الرئيسية، ولا يتصدى لمخاوفهم الأمنية على نحو كامل، ومن شأنه أن يكافئ روسيا على غزوها أوكرانيا.
والتقى زيلينسكي مع ليو في المقر البابوي في كاستل جاندولفو، على بعد نحو 30 كيلومترا جنوب شرقي الفاتيكان.
صدى نيوز صدى نيوز