فرضت السلطات السعودية إجراءات وشروط جديدة على المغتربين اليمنيين في منفذ الوديعة الحدودي، وذلك ضمن الإجراءات المستمرة التي تنفذها السعودية خلال الأيام الماضية على المقيمين اليمنيين.
واشترطت السلطات السعودية بمنفذ الوديعة الحدودي الذي يربطها باليمن تقديم ورقة تسجيل القدوم قبل الدخول إلى أراضيها.
شروط السفر الجديدة
وقال مسافرون أن السلطات عممت على جميع المسافرين تسجيل هذه الورقة في موقع إلكتروني أطلقته وطباعة الورقة وإبرازها عند طلبها، مشيرين إلى أن السلطات السعودية بالمنفذ ترفض ادخال كل من لا يملك الورقة.
ولفت المسافرون إلى أن الورقة عبارة عن معلومات شخصية لا علاقة لها بفحص فيروس كورونا من عدمه، مؤكدين أنه على الجميع ملء البيانات في الاستمارة.
اسباب ترحيل اليمنيين من جنوب السعودية
وتأتي هذه الإجراءات الجديدة تزامنا مع قرار سعودي بإنهاء عقود عمل آلاف اليمنيين بينهم عاملين في المجال الطبي وأكاديميين في مناطق جنوب السعودية، وترحيلهم في مدة أقصاها أربعة أشهر، الأمر الذي أثار استياءً كبيراً بين اليمنيين وعائلاتهم سواء داخل المملكة أو في اليمن.
ويعمل مليونان من اليمنيين بالسعودية، بينهم مئات الأكاديميين وفي مجال الصحة مهددون بفقدان وظائفهم بعد قرارات مكتوبة غير معلنة أصدرتها السلطات السعودية بحق المقيمين اليمنيين في المنطقة الجنوبية بالمملكة.
استياء شعبي من القرارات الاخيرة
وذكرت وكالة “رويترز”، في تقرير أطلع عليه “الميدان اليمني”، نقلا عن يمنيين في السعودية، بأن السلطات السعودية أبلغت خلال الأسابيع القليلة الماضية، مئات من العاملين اليمنيين في المنطقة الجنوبية بالمملكة بأنه تقرر الاستغناء عنهم.
وقال عدد من الأساتذة اليمنيين الذين تحدثوا مع زملائهم في جامعات الجنوب لرويترز إن جامعة نجران أنهت عقود 100 يمني. وقال البعض إنه تمّ تسريح نحو 200 من العاملين في جامعات أخرى في الجنوب.
الاعداد التي سيتم ترحيلها
وأشارت وثيقة أصدرتها جامعة نجران بتاريخ الثامن من أغسطس/ آب، إلى “مقتضيات المصلحة العامة” في إخطار بإنهاء عقود العمل. ولا يُعرف على وجه التحديد عدد الموقوفين.
ونقلت “رويترز” عن مسؤولين في مؤسسات سعودية تضم عمالًا يمنيين، أنهم تلقوا تعليمات حكومية بعدم تجديد عقود العمال اليمنيين دون إبداء أي أسباب.
سبب طرد اليمنيين من السعودية
وقال مسؤولون في هذه المؤسسات إنهم لم يتلقوا أي مبرر للأوامر الحكومية بعدم تجديد عقود اليمنيين.
ولم يصدر أي بيان رسمي من السلطات السعودية واليمنية على طلبات رويترز للتعليق حول الموضوع. وذكرت مصادر يمنية أنها لا تعرف سبب حدوث ذلك وأنها غير مستعدة لتقديم أي فرضيات.
في المقابل أفادت وسائل إعلام يمنية بأن القرار السعودي لم يخرج عن إطار “تسريبات” غير مُعلن عنها بترحيل العمالة اليمنية من مناطق جنوب المملكة في مدى أقصاه أربعة أشهر.
عدد اليمنيين في السعودية
وتشير إحصائيات إلى أن عدد اليمنيين في السعودية يقدر بنحو مليوني يمني يعملون في المملكة، يشكلون عصب الاقتصاد اليمني خلال فترة الحرب، حيث انقطعت كافة الموارد المادية لليمن والمعيشية لليمنيين عدا عائدات التحويلات المالية للمغتربين اليمنيين في الخارج وفي مقدمتها السعودية، حيث يعيل كل مغترب في الخارج نحو خمس أسر في الداخل.
ويحول معظمهم أموالا إلى ذويهم في اليمن حيث الأوضاع قاتمة بسبب الحرب. وتشير تقديرات البنك الدولي إلى أن واحدا من كل عشرة أشخاص في اليمن يعتمد على تحويل الأموال لتلبية الاحتياجات الأساسية.
فرض ضرائب على تحويلات المقيمين
وتعتبر التحويلات أيضا مصدرا مهما للعملة الأجنبية لليمن الذي تواجه حكومته صعوبات لدفع رواتب العاملين في القطاع العام.
وتستقبل المملكة العربية السعودية بشكل سنوي عدد كبير من العمالة اليمنية، حيث تعد السعودية أحد أكثر البلدان التي يفضل اليمنيين العمل والاستقرار فيها لإعالة أسرهم في اليمن.
البحث عن فرص عمل للمغتربين
وأشار العديد من المحللين الاقتصاديين إلى أن هذا القرار السعودي بطرد اليمنيين من أراضي المملكة سيسهم بكارثة اقتصادية كبيرة على الوضع المعيشي لليمنيين، وهو ما تسبب في موجة غضب عارمة في أوساط الشارع اليمني ضد السعودية، والذي لا شك، ستستثمره جماعة الحوثي لصالحها لمضاعفة الغضب الشعبي على الحكومة السعودية.