في خطوة تظهر حجم الصراع والفوضى داخل حكومة طرابلس الليبية، أفادت وسائل إعلام، الأربعاء، بأن ميليشيات تابعة لها اعتقلت آمر خفر السواحل في المنطقة الغربية عبد الرحمن البيدجا، وهو مطلوب دولي ويتزعم ميليشيا.
وذكرت قناة “ليبيا الحدث “وصحيفة المرصد” أنه جرى اعتقال البيدجا في العاصمة طرابلس من طرف جهاز “الردع” لمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة التابع لوزارة الداخلية.
لكن “الردع” لا تعدو كونها ميليشيا خارجة على القانون، فغالبية عناصرها كانوا من المسلحين المشاركين في أعمال الفوضى التي تغرق فيها ليبيا منذ سنوات طويلة.
وقالت منظمة العفو الدولية في عام 2018 إن حكومة السراج قامت بإدماج هذه الميليشيا في قوات الأمن الموحدة وإدراجها على جدول الرواتب.
وحذرت المنظمة حينها من أن الأمر سيكون حافزا لدى هذه الميليشيا لارتكاب مزيد من الانتهاكات.
وذكرت تقارير إخبارية أن القبض على البيدجا جاء بناء على أوامر من النائب العام الليبي.
ويشرف البيدجا على قوة مسلحة تسمي نفسها مليشيا خفر السواحل، في محاولة للحصول على شرعية.
والبيدجا (من مواليد عام 1990) مطلوب دولي وينظر إليه كأحد مهربي البشر فى الغرب الليبي، على الرغم من أن مهمته الموكلة إليه من حكومة السراج هي تأمين السواحل الليبية.
وفرض قرار مجلس الأمن في يونيو 2018 عقوبات على البيدجا، لضلوعه في تجارة البشر عبر الحدود الليبية من أفريقيا إلى أوروبا.
وجاء اعتقال البيدجا على الرغم من إعلانه الولاء للسراج، ودعمه خلال الاحتجاجات التي شهدتها طرابلس قبل أسابيع.
وقالت صحيفة “المرصد”إن مجموعات مسلحة انتشرت في مدينة الزاوية غرب العاصمة الليبية، فور ورود الخبر، وعملت على إغلاق جسر ” كوبري 27″ المؤدي إلى طرابلس.
وتعصف الخلافات بين أقطاب حكومة السراج على خلفية الصراع على النفوذ والأموال.
وكان واضحا الصراع بين رئيس الحكومة ووزير داخليته القوي، فتحي باشاغا، بينما يدور صراع آخر بين محافظ البنك المركزي، الصديق الكبير، ووزير المالية فرج بومطاري.
وقبل أيام، شنت أجهزة الأمن التابع لحكومة السراج، التي هي في الواقع أقرب إلى الميليشيات، حملة توقيفات ضد ما وصفتهمك بمتورطين في الفساد، لكن كثيرين باتوا ينظرون لها على أنها عملية تصفية حسابات.