التخطي إلى المحتوى

توجد 3 أساليب للهجرة انطلاقاً من تركيا، عبر اليونان، إلى أوروبا. لكل منها ميزاتها وسلبياتها، وتكاليفها الخاصة.
للاطلاع على هذه الأساليب، بالتفصيل، تحدثت “اقتصاد” مع مصدرٍ واسع الاطلاع على أساليب وطرق تهريب المهاجرين إلى أوروبا، وتكاليف ومزايا وسلبيات كل طريقة.
المصدر الذي فضل عدم ذكر اسمه، أخبر “اقتصاد” أن الانطلاق يكون من سواحل تركيا الغربية على المتوسط، باستخدام سفية “بالم” مطاطية، وتتراوح التكلفة بين 1000 إلى 1500 يورو (حسب المهرّب).
وأوضح المصدر أن تكلفة التهريب لا تُدفع دفعة واحدة، ويُودع المبلغ الذي يدفعه المُهاجر في مكتب تأمين. يوجد مكتبان في اسطنبول لهما فروع في اليونان، هما، مكتب السعيد، ومكتب سكر. تُودع المبالغ لدى أحد المكتبين وفق “كود” سرّي، يحصل المهرّب على رقمه من المُهاجر، بعد نجاح عملية التهريب.
وأشار المصدر إلى أن سائق “البالم” (السفينة المطاطية التي تنقل المهاجرين من تركيا إلى اليونان)، لا يدفع. ويجب أن يكون مُدرباً لأن قيادة “البالم” تتطلب حرفية مُعينة وإلا قلبته أمواج البحر. وعقّب المصدر بأنه عادةً ما يكون السائق أحد المهرّبين.
حينما يصل المُهاجرون إلى اليونان، وتتحفظ عليهم السلطات اليونانية، يُوضعون في “كامب” (مخيم خاص للمهاجرين)، ويتم “تبصيمهم”، ومن ثم يُمنحون “خارطية” (وهي ورقة طرد من اليونان)، ويُطلق سراحهم لتبدأ رحلة البحث عن مُهرّبين ينقلونهم إلى الدولة الأوروبية المنشودة.
يُذكر أن “البصمة” في اليونان لا قيمة لها في أية دولة أوروبية أخرى، ولا خطر منها.
وأوضح المصدر بأنه في حال فشل محاولة نقل المهاجرين من تركيا إلى اليونان، لا يحصل المُهرّب على المبلغ المخصص له في مكتب التأمين باسطنبول، ويكرر المُهاجر المحاولة مرة أخرى.
في اليونان، توجد 3 أساليب للوصول إلى إحدى دول أوروبا الغربية المنشودة. الطريقة الأولى، وهي طريقة “التجريب”، تعتمد على هوية أو جواز سفر مزوّر تُوضع عليه الصورة الشخصية للمُهاجر. وتُكلف بين 2500 –3000 يورو للمُهاجر الواحد. لكن هذه الطريقة كثيراً ما تفشل. خاصةً إذا كان الأمن في المطارات اليونانية مُشدد.
وأخبر المصدر “اقتصاد” أنه يعرف مهاجرين قضوا في اليونان من 7 –8 أشهر وهم يحاولون الدخول إلى إحدى دول أوروبا الغربية، بطريقة “التجريب”، وفي كل مرة يفشلون.
الطريقة الثانية، “الاتفاقية”، وتكلف بين 5 –6 آلاف يورو للمُهاجر الواحد. وهي مضمونة. ويكون المُهرّب فيها على اتفاق مع أمن إحدى المطارات اليونانية.
أما الطريقة الثالثة، وهي “التهريب البرّي”، وتُكلّف 3000 يورو للمُهاجر الواحد. وهي غير مرغوبة، ولا تناسب العائلات والأطفال، لأن المُهاجرين يقضون فيها 150 ساعة مشي تقريباً، يقطعون خلالها غابات وأنهارا وسط ظروف صعبة ومُربكة، حيث ينتقلون من اليونان عبر دول أوروبا الشرقية والوسطى، وصولاً إلى إحدى دول أوروبا الغربية.
ونوّه المصدر إلى أن على المُهاجرين الذين يرغبون باعتماد إحدى أساليب الهجرة عبر اليونان أن يلحظوا في ميزانيتهم تكاليف الإقامة في اليونان إلى حين نجاح إحدى محاولاتهم. ويفصّل المصدر بأن الإقامة في اليونان تكلف وسطياً 7 يورو للشخص يوميا، تشمل تكاليف إقامة في بيوت مُشتركة مع أشخاص آخرين، إلى جانب تكاليف طعام مُتواضع، ناهيك عن تكاليف المواصلات، والألبسة التي يضطر المُهاجر إلى شرائها بناء على طلب المُهرّب
وتعتزم “اقتصاد” استعراض تكاليف وأساليب أخرى للهجرة إلى أوروبا عبر إيطاليا في تقرير آخر، قريباً.